اقيم ملجأ الطوارىء للنساء عام 1995 من قبل بلدية حيفا، ووزارة الرفاه، وائتلاف نساء حيفا. ومنذ ذلك الحين وهو يعمل ملجأ للنساء المعنفات وأولادهن، ومقره في حيفا.
ملجأ الطوارىء للنساء يهدف الى تزويد الحماية الجسدية والنفسية للنساء اللاتي يصلن الى الملجأ مع أولادهن، الى معالجة أمورهن. أن هؤلاء النساء والاولاد اضطروا- ودون اي ذنب- أن يختاروا بين سلامتهم الجسدية والنفسية - وبين بيوتهم وبيئتهم، ومعارفهم وحياتهم اليومية، واضطروا الى الهرب الى الملجأ.
يبغي الملجأ أن يقدم المساعدة والعون للنساء ولأولادهن، من خلال عملية الاشفاء من الصدمة المتواصلة التي عاشوها، ويهدف الى ان يهيأهم الى حياة بدون عنف خارج الملجأ. وذلك من خلال رفع مستوى استقلالية النساء وقدراتهن، ورفع مستوى الثقة والايمان بالنفس، وذلك في عدة مجالات: العاطفي، والاقتصادي -المهني، وتربية الاولاد والأمومة، والعلاقة والتواصل مع الاخرين، والعلاقة والتواصل مع المؤسسات، والتنظيمات، ومزودي الخدمات في المجتمع.
ان نموذج تعدد-الثقافات والحضارات الذي يعمل على أساسه الملجا، يكسبه خاصية معينة. فالعمل وفق هذا النموذج ينطلق من الايمان بانه وفقط بهذه الطريقة يمكن تقديم خدمات مهنية تعي الحساسية الثقافية لكل امرأة ضحية للعنف، وأولادها، دون أي تمييز على اساس فروقات في الدين، أو القومية، أو الجنس، أو اللون. يضم الملجا طاقما من العاملات والمتطوعين/ات، وبينهم يهود وعرب، من سكان البلاد، ومن القادمين الجدد، الناطقين بلغات مختلفة، والواعين للخلفيات الثقافية-البيئية المختلفة للنساء والاولاد.
يستوعب الملجأ ويعالج نساء وأولادهن، على مدار الساعة (24 ساعة باليوم و356 يوما بالسنة)، وهو حاضر وجاهز لاستيعاب ومعالجة بين 10-12 عائلة تضم نساء وأولادا، في آن واحد كما أن البيت الانتقالي الذي يتم تفعيله ايضا من قبل الجميعة، جاهز هو نفسه لاستعياب وعلاج عائلتين اضافيتين، في عملية إعدادهن لحياة مستقلة.
يستوعب الملجأ سنويا بين 45-55 امرأة، واكثر من 50 ولدا وبنتا باجيال من الولادة وحتى الرابعة عشرة، وذلك لفترة تتراوح بين ايام معدوده ولغاية سنة.
خلال فترة وجود النساء واولادهن في الملجأ، يوفر لهم الملجأ سقفا يحتمون به، من حيث الغذاء واللباس، هذا بالاضافة الى خدمات تهدف الى مساعدتهم على الخروج من دائرة العنف المتواصلة.
لمحة عن الفعاليات المنفذة ضمن المشاريع في اطار الملجأ:
- مشروع تدعيم النساء وتجهيزهن لحياة مستقلة: ان المبدأ الذي يقف من وراء تفعيل هذا المشروع هو أن قدرة النساء على اختراق دائرة العنف والخروج الى حياة مستقلة تعتمد الى حد كبير على قدرتهن على اعالة انفسهن واولادهن. من الامور التي يشملها هذا المشروع (ضمن أمور أخرى): دروس في العبرية وفي مهارات استعمال الحاسوب، واستكمال التعليم، ومجموعة تدعيم للنساء، وعلاج فردي، واستشارة مهنية، وورشات تقوية التصور الذاتي ومهارات حياتية، وتأهيل مهني، ومرافقة ومساعدة بايجاد عمل لدى "مشغِلين من بين المعارف" وغير ذلك.
- مشروع اثراء، وعلاج وتربيه للأولاد: ان الهدف الاساسي من هذا المشروع هو مساعدة الاولاد للتغلب على صدمة العنف المستمر والمتواصل (المباشر عليهم، او كونهم شاهدين على العنف الحاصل ضد أمهاتهم). ويهدف المشروع الى تزويد الاولاد بتجارب وأدوات بديلة للحوار ولحل الصراعات والخلافات، والوصول من خلال ذلك الى كسر دائرة العنف، ومنع العنف المتواصل. من بين الامور التي يشملها المشروع، الفعاليات التالية: تفعيل حضانة للاولاد في حيز الملجأ، وتفعيل مركز تعليم، ارشاد للوالدية، وعلاج فردي وعلاج زوجي (أم-ولد)، وتشخيص نفسي وتطوري، وتفعيل مخيمات صيفية في فترات الاعياد، ودورات وبرامج خلال ساعات بعد الظهر، والعمل على دمج الاولاد الذين في جيل المدرسة، في اطر تربوية ملائمة، وفعاليات ترفيه متنوعة في ساعات الفراغ، والمحافظة على علاقة مع الاولاد الذين لم تنجح امهاتهم من احضارهم معهن الى الملجأ، وغير ذلك من أمور...
- مشروع استشارة وتمثيل قضائي: نقوم ضمن هذا المشروع بتزويد النساء باستشارة مهنية، وتمثيل في المجال القضائي وذلك بتفويض محامية ذات تجربة وخبرة في مجال شؤون العائلة، تقوم بتمثيل قضائي للنساء في حالات عديدة وصعبة، امام المحاكم الشرعية والدينية. تقوم المحامية من قبلنا بتمثيل النساء في أمور تتعلق بقضايا الطلاق الحضانة/الوصاية على الاولاد، وكذلك في امور اخرى: مثل معالجة قضايا ديون مالية قديمة ومتنوعة، واستصدار او الغاء اوامر حجز، ومنع خروج من البلاد، وما الى ذلك...
- مشروع البيت الانتقالي: البيت الانتقالي هو عبارة عن بيت موجود في حيفا، في مسؤولية الملجأ، ومعد لسكن عائلتين. في هذا البيت، ولفترة تصل حوالي نصف السنة، تعيش نساء وأولادهن من اللاتي خرجن لحياة مستقلة، خالية من العنف، في نطاق منطقة حيفا، واللاتي ما زلن بحاجة الى دعم (مادي ومعنوي) خلال مرحلة اندماجهن في المجتمع.